20 /2 / 2025م

ضرورة التقيد بنصائح وإرشادات الدفاع المدني
بات استخدام المدافئ بشكل خاطئ في فصل الشتاء والطقس البارد، يشكل تهديدًا لحياة المواطنين، مما يعرضهم للموت أو الإصابة في العديد من الحوادث.
ورغم التحذيرات المشددة والإرشادات والنصائح التي تقدمها الجهات المختصة ووسائل الإعلام، بالإضافة إلى الجهود الكبيرة المستمرة التي يبذلها جهاز الدفاع المدني في جميع الأوقات ومع مختلف الأزمات والحوادث، إلا أن حوادث الاختناقات التنفسية جراء فقدان الأكسجين ما زالت تهدد حياة المواطنين الذين يستخدمون المدافئ بشكل خاطئ أو نتيجة للإهمال والسهو، حيث تُترك وسائل التدفئة، سواء كانت من أنواع مختلفة أو وقود متنوعة، مشتعلة أثناء النوم وفي غرف ومساحات ضيقة.
ورغم التحذيرات المتكررة التي قدمتها مديرية الأمن العام لكافة المواطنين والمقيمين في المملكة، خاصة في فصل الشتاء والتحذير من مخاطر مختلف وسائل التدفئة، إلا أن حوادث المدافئ لا تزال تتكرر بشكل ملحوظ ومؤلم، مما يتطلب وقفة جادة للحد من تلك الحوادث المؤلمة.
المديرية دعت إلى ضرورة الوعي والإدراك الجماعي حول خطورة المدافئ إذا لم يتم استخدامها بشكل آمن وسليم.
ولتسليط الضوء على هذا الموضوع، تحدث مدير إدارة الإسعاف والمساندة الإنسانية في الدفاع المدني، العقيد المهندس أنور الشديفات، مبينًا الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى وقوع حوادث المدافئ بشتى أنواعها، سواء كانت مدافئ الكاز أو الغاز أو مواقد الحطب، بالإضافة إلى المدافئ الكهربائية.
وأكد الشديفات ضرورة تهوية المنازل بين الحين والآخر، والتأكد من إطفاء المدفأة قبل النوم، مشيرًا إلى أهمية عدم النوم بالقرب من مدفأة مشتعلة. كما أكد ضرورة التأكد من جاهزية المدافئ قبل تشغيلها. ومع ذلك، تتكرر حوادث الحرائق والاختناق كل عام، رغم الحملة التوعوية الإعلامية التي نفذتها مديرية الإعلام والشرطة المجتمعية في مديرية الأمن العام عبر مختلف وسائل الإعلام، سواء المرئية أو المقروءة أو المسموعة. كان لهذه الحملات التثقيفية اهتمام كبير من قبل مدير الأمن العام، اللواء الدكتور عبيدالله المعايطة، الذي وجه الإدارات المعنية للعمل معًا للوصول إلى أكبر شريحة من المجتمع الأردني. تم تنفيذ هذه التوجيهات من خلال البرامج التلفزيونية والإذاعية والصحف المحلية، إضافة إلى المحاضرات التوعوية التي نفذتها مديرية الأمن العام بالتعاون مع مديرية الإعلام والشرطة المجتمعية في مختلف مناطق المملكة.
وأشار إلى أن الحوادث التي وقعت من اختناق وحريق منذ بداية فصل الشتاء الحالي هي دليل واضح على خطورة الوضع في المملكة، حيث لا يكاد يمر يوم دون أن نفجع بحالة وفاة أو إصابة نتيجة لهذه الحوادث، وذلك بسبب عدم التقيد بمتطلبات السلامة العامة أثناء استخدام المدافئ.
وبيّن أن عدد الوفيات والإصابات التي تعامل معها «الذراع الإنساني» لمديرية الأمن العام، الدفاع المدني، وصل إلى 25 وفاة وأكثر من 570 إصابة نتيجة السلوك الخاطئ في استخدام وسائل التدفئة.
وتذكر الشديفات الحادث المؤلم الذي أودى بحياة أربعة أفراد من عائلة واحدة اختناقًا بسبب تسرب الغاز من المدفأة في محافظة جرش، بالإضافة إلى حوادث أخرى مشابهة خلال هذا الشتاء.
وأوضح أن حوادث الحريق والاختناق أصبحت ظاهرة مقلقة في المجتمع الأردني خلال فصل الشتاء، حيث تودي هذه الحوادث بحياة العديد من الأبرياء من المواطنين والمقيمين، وقد تؤدي إلى وفاة عائلة كاملة نتيجة للاختناق، خاصة إذا حدثت أثناء الليل وهم نائمون.
كما تطرق الشديفات إلى مدافئ الحطب، التي أصبحت بدورها مصدر خطر للأرواح في فصل الشتاء، بسبب لجوء العديد من الأسر الأردنية إلى هذه الوسيلة للتدفئة.
وشدد على ضرورة التوقف عن هذه الحوادث المؤلمة وما تسببه من خسائر بشرية، موضحًا أن هذه الحوادث تزداد بشكل مستمر كل عام. كما شرح كيفية حدوث الاختناق في الأماكن المغلقة نتيجة نقص الأكسجين، قائلاً: «عندما تكون الغرفة محكمة الإغلاق ولا توجد تهوية مناسبة، فإن المدافئ تصدر غاز أول أكسيد الكربون، الذي لا رائحة له ولا لون ولا طعم. هذا الغاز يعشقه الدم ويحل محل الأكسجين في الدم، ويتحد مع الهيموغلوبين، مما يؤدي إلى شلل كامل في الأعصاب، ليصل الشخص إلى مرحلة لا يستطيع فيها تحريك يديه أو قدميه، وبالتالي يحدث الوفاة، لا قدر الله.'
كما أوضح أن الأعراض التي تظهر على الشخص تشمل الغثيان، والنعاس، وصداع خفيف، ورغبة في النوم والاسترخاء، وهي أعراض قد تبدو طبيعية، ولهذا سُمي الغاز بـ «القاتل الصامت» أو «القاتل الخبيث».
ونوه الشديفات إلى أهمية التقيد بالنصائح والإرشادات الآتية: «القيام بإجراء الصيانة الدورية للمدافئ، والتهوية المناسبة للمنزل بين الحين والآخر للتخلص من الغازات المنبعثة من المدافئ وتجديد الهواء داخله، وعدم تعبئة المدافئ بالوقود وهي مشتعلة، إضافة إلى عدم استخدام المدافئ للطهي أو تسخين الماء لأن ذلك يؤدي إلى اندلاقها وتعريض من حولها لخطر الإصابة بالحروق، والابتعاد عن ترك المدفأة مشتعلة أثناء النوم، ومراقبة الأطفال وعدم السماح لهم اللعب بالقرب أو حول المدفأة، وعدم استخدام المدفأة أثناء عملية الاستحمام ما يؤدي إلى وقوع حوادث الاختناق».

بقلم الكاتب عبدالحافظ الهروط / صحيفة الرأي